الجمعة، 24 مارس 2023

موسوعة الامام المهدي pdf

موسوعة الامام المهدي pdf

موسوعة الإمام المهدي (عج) – للمكتبة الشاملة (بصيغة bok),الموسوعة المهدوية ، 4 أجزاء

Webموسوعة الامام المهدي تحتوي على رسائل مفردة وفصول وابحاث اقتطفناها من مؤلفات أمة الحديث واعلام التاريخ ورجالات العلم من اهل السنة خلال اثنى عشر قرنا الكاتب ايماني مهدي الفقيه مكان النشر Webموسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام) المؤلف: محمد تقي أكبر نزاد عدد الصفحات: القسم: السيرة تاريخ الإضافة: /06/20 المشاهدات: تحميل الكتاب (موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام) - محمد تقي أكبر نزاد) (15 MB) Webالكتاب: موسوعة الإمام المهدي (عج) إعداد وتنظيم: مركز الأبحاث العقائدية. تم استيراده بواسطة مؤسسة بلاغ المبين. رمز المنتج: ssh التصنيفات: الإسلام, کتب للشاملة الوسم: الامام المهدي ع Webموسوعة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. إعداد وتنظيم: مركز الأبحاث العقائدية. فهرس المطالب. مقدمة المركز طول عمره (عليه السلام) غيبته (عليه السلام) ولادته (عليه السلام) سبب غيبته (عليه Webموسوعة الإمام المهدي (كتاب) الحديث عن آخر الزمان يشكل أعمق نقطة في موكب البشر لما يعنيه من نقطة الحسم الحضاري والصدم الجبهوي، والتاريخية المختلفة في الزمان والمكان والأعراف، فضلاً عن ... read more




قال المقداد السيوري في شرحه لا شك ان هذا امر ممكن والله تعالى قادر على كل الممكنات فيكون قادراً على ابقائه هذا الشخص هذه المدة الطويلة هذا مع ان مثل هذا التعمير واضعافه قد وقع اما في حق الانبياء فكما في نوح وشعيب عليهما السلام، وإما في حق الأشقياء فكما في السامري والدجال، وإذا جاز ذلك في حق الطرفين فليجز في حق الوسط وهم الأولياء وحيث الحال كذلك فلا وجه لاستبعاد الخصم طول عمره عليه السلام. في بيان وجوب وجوده في هذه المدة الطويلة وذلك لوجهين: ١ ـ النصوص الدالة على وجوده وولادته وطول عمره وغيبته نقلتها الشيعة خلفاً عن سلف نقلاً متواتراً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن الأئمة عليهم السلام. المقداد السيوري ـ ارشاد الطالبين: ٣٧٧ ـ ٣٧٩، وباختصار: الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد: ٩٩. ان مسألة بقاء الإنسان مئات السنين في عالم الدنيا بهذا الجسم العنصري جائز وممكن من وجهة نظر قرانية وعلمية وتجريبية: اما القرآن فقد ذكر حياة نوح عليه السلام وصرّح بأنها امتدت إلى ألف سنة إلا خمسين عاماً ويذكر حياة النبي يونس فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وهو إشارة صريحة إلى أنه لولا تسبيحه لأمكن له أن يبقى في بطن الحوت الى يوم البعث، وكذا يلوح من الآيات الواردة حول النبي عيسى في أنه حيّ يرزق واما من وجهة نظر علمية فحسبك شهادات الدكاترة الأطباء ذوي الاختصاص في علم الطب حول هذه المسألة واما من وجهة نظر تجريبية فقد قام العلماء المختصون باجراء التجارب العديدة على حيوانات مختلفة وتوصلوا عملياً إلى إمكان بقائها لمدة طويلة تفوق مدة عمرها الطبيعي بكثير ويمكننا من خلال ما تقدم القول بأن البقاء لمدة طويلة هو الأصل بينما الموت هو استثناء ينزل بالإنسان متى ما نزل به ما يصرم حبل حياته، إذن فلا غرابة ولا عجب في بقاء الإنسان سنين متمادية بل لابد من البحث حول سر الموت وحلّ لغز العمر.


هامش كتاب الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد للمحقق للكتاب: ٩٦ ـ ٩٨. فاما ما يعرض من الهرم بامتداد الزمان وعلو السن وتناقض بنية الانسان فليس مما لابد منه، وإنما اجرى الله تعالى العادة بأن يفعل ذلك عند تطاول الزمان ولا ايجاب هناك ولا تأثير للزمان على وجه من الوجوه وهو تعالى قادر على ان يفعل ما أجرى العادة بفعله، وإذا ثبتت هذه الجملة ثبت ان تطاول العمر ممكن غير مستحيل، وإنما أتى من أحال ذلك من حيث اعتقد أن استمرار كون الحي حياً موجب عن طبيعة وقوة لهما مبلغ من المادة، متى انتهتا إليه انقطعتا واستحال ان تدوما ولو أضافوا ذلك إلى فاعل مختار متصرف لخرج عندهم من باب الاحالة. فاما الكلام في دخول ذلك في العادة او خروجه عنها فلا شك في أن العادة قد جرت في الأعمار باقدار متقاربة يعد الزائد عليها خارقاً للعادة إلا أنه قد ثبت أن العادة قد تختلف في الأوقات وفي الأماكن ايضاً، ويجب أن يراعي في العادة اضافتها الى من هي عادة له في المكان والوقت. وليس يمتنع ان يقل ما كانت العادة جارية به على تدريج حتى يصير حدوثه خارقاً للعادة بغير خلاف ولا يكثر الخارق للعادة حتى يصير حدوثه غير خارق لها على خلاف فيه، واذا صح ذلك لم يمتنع ان تكون العادات في الزمان الغابر كانت جارية بتطاول الاعمار وامتدادها ثم تناقص ذلك على تدريج حتى صارت عادتنا الآن جارية بخلافه وصار ما بلغ مبلغ تلك الاعمار خارقاً للعادة وهذه جملة فيما أردناه كافية.


المرتضى ـ الامالي ١: ٢٧٠ ـ ٢٧٢. اما طول العمر وامتداد الحياة مئات من السنين فليس من المستحيلات بل روى المؤرخون وقوع ذلك كثيراً في تاريخ البشرية، فآدم عليه السلام عمّر ألف سنة، ولقمان عمّر ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وسلمان عمّر طويلاً في الأرض، وادعى بعض المؤرخين أنه عاصر المسيح وأدرك الإسلام إلى كثير وكثير ممن عمّر مئات السنين خبرهم المؤرخون وبخاصة السجستاني الذي جمع أخبارهم في كتاب المعمرون واما القرآن فهو أصدق قيلاً وقد قال أن نوحاً لبث في قومه يدعوهم ٩٥٠ عاماً والله أعلم كم عاش قبل الدعوة وبعد الطوفان، وأن يونس بقي في بطن الحوت مدة طويلة من الزمن ولولا فضل الله عليه لبقي في بطنه الى يوم القيامة فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون ، ومعنى هذا اللبث بقاؤه حياً الى يوم القيامة وبقاء الحوت حياً معه خلال هذه الآماد المتمادية، وإن أهل الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً ، ولا نعلم كم عاشوا قبل دخولهم الكهف وبعد خروجهم منه، وان الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال: أنى يحيى هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام وموضوع غيبة المهدي من هذا القبيل بالضبط ولابد لنا من القول باستمرار حياته جرياً مع تلك النصوص وتصديقاً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.


آل ياسين ـ اصول الدين: ٤١٦ ـ ٤١٩. العلم الحديث يصرح بأن بإمكان الإنسان البقاء الاف السنين لو تهيّأ له من وسائل المحافظة على القوى البدنية ما يساعده على البقاء. إن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون: ان كلّ الأنسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء الى ما لا نهاية له، وأنه في الإمكان أن يبقى الانسان حياً الوفاً من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته، وقولهم هذا ليس مجرد ظن بل هو نتيجة عملية مؤيدة بالإمتحان. أن الانسان لا يموت لانه عمّر كذا من السنين سبعين أو ثمانين او اكثر، بل لان العوارض تنتاب بعض أعضائه فتتلفها ولارتباط اعضائه بعضها ببعض تموت كلها، فاذا استطاع العلم أن يزيل هذه العوارض أو يمنع فعلها لم يبق مانع يمنع استمرار الحياة مئات من السنين. وإن جان روستان يعتقد بضوء الاكتشافات والتجارب العلمية أن اتباع طريقة حفظ الإنسان لم يعد يبدوا مستحيلاً فان الاكتشافات التي سجلها عدد من مشاهير العلماء منذ حوالي قرن تترك بعض الأمل في إمكانية التوصل إلى مركب متناسق يساعد في تحقيق المزيد من التقدم اعتماداً على تجارب علمية سجلها براون سيكوارد وألكسي كاريل وفوارنوف ومينشبنكوف وبونحو مولتينر وفيلا توف وغيرهم.


اما روبرت اينتجر الذي وضع أخيراً كتاباً قيماً بعنوان الانسان هل يمكن أن يخلد حياً فقد خلق آمالاً جديدة إذ قال: إن الإنسان الذي يعيش ويتنفس الآن يملك حظ البقاء من الناحية الفيزيائية. هذا كله مضافاً إلى التصريحات الكثيرة بشأن إمكان المحافظة على حياة الانسان الوف السنين لو جُمّد خلال هذه الفترة وذلك باعتبار أن التجميد يحافظ على كل الخلايا الحية ومهما يكن من أمر فان تصريحات العلماء تؤكد إمكان طول عمر الإنسان، وان هذا الإمكان هو المحفز الأكبر لهم على المثابرة والسعي لمعرفة الوسائل التي تحقق ذلك، واذا صح إمكان طول عمر الإنسان بحسب الاستعداد والطبيعة كان ممكناً وصحيحاً طول عمر المهدي طيلة هذه القرون بحسب الطبيعة والإرادة الإلهية. آل ياسين ـ اصول الدين: ٤٢٠ ـ ٤٢٢. من الأنبياء والأولياء فان كثيراً منهم كانت لهم غيبات طويلة واعمار مديدة وكذلك كانت كثير من الملوك السالفة ـ وقد ذكر طرفاً من ذلك شيخنا الصدوق في كمال الدين وقد صح عن النبي انه قال: كلما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة، وقد نطق القرآن بطول عمر نوح ثم ذكر روايات في عمر الأنبياء ، وأيضاً فان عيسى والخضر من أولياء الله باقيان الى الآن باتفاق اكثر الامة كذلك إبليس والدجال، واما عيسى وإبليس فبنص الكتاب والسنة في غير موضع، وإما الخضر والدجال فبالنصوص المستفيضة من النبي والأئمة.


اما الخضر فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر والياس باقيان يسيران في الارض ثم كر حديثاً من صحيح مسلم يدل على بقاء الدجال والخضر ، واما الدجال فقد روى الصدوق باسناده عن طرق العامة عن ابن عمر الفيض ـ علم اليقين ٢: ٧٩٧ ـ ٨٠٣. ولا استبعاد في طول عمره عليه السلام كما قالوا فانه أمر ممكن والله على كل شيء قدير، وقد اتفق ذلك للأولياء والأشقياء كالخضر والياس وعيسى والدجال وغيرهم، فلا استبعاد في وقوع ذلك له عليه السلام فوجب القول به عقلاً ونقلاً. السيد شبر ـ حق اليقين ١: ٢٧٠. واما استبعاد من استبعد منهم ذلك لطول عمره الشريف فما يمنع من ذلك الا جاهل بالله وبقدرته وبأخبار نبينا وعترته أو عارف ويعاند بالجحود فكيف يستبعد بطول الأعمار؟ وقد تواتر كثير من الأخبار بطول عمر جماعة من الأنبياء وغيرهم من المعمرين، وهذا الخضر باق على طول السنين وكيف يستبعد طول عمره الشريف من يصدق بالقرآن وقد تضمنت قصة أصحاب الكهف أعجب من هذا السيد بن طاووس ـ الطرائف ١: ٢٦٨. شرح ذلك: اذا كان السبب في استتاره وغيبته ما بيناهُ يتناه من خوفه على نفسه جاز أن يطول زمان غيبته لاستمرار أسبابها التي اوجبها لأنها متعلقة بها، فلا يجوز ظهوره مع ثبوت السبب الموجب للغيبة لأنه يؤدّي ذلك الى تغريره بنفسه، ولا ينبغي أن يستبعد استمرار أسباب الغيبة لأن ذلك ممكن غير ممتنع.


فاما طول الغيبة وخروجه عن العادة فلا اعتراض به أيضاً لأمرين: احدهما: انا لا نسلم أن ذلك خارق للعادة، لأن من قرأ الأخبار ونظر في أحوال من تقدم، ووقف على ما سطر في الكتب من ذكر المعمرين علم أن ذلك قد جرت العادة بمثله، وقد نطق القرآن ببعض ذلك كما في نوح عليه السلام وما ذكر من أخبار المعمرين من العرب والعجم قد صنفت فيه الكتب والوجه الأخير: إنّا لو سلمنا أن ذلك خارق للعادات كلها عادتنا وغيرها كان أيضاً جائزاً عندنا لأن اكثر ما في ذلك ان يكون معجزاً وإظهار المعجزات عندنا يجوز على ما ليس بنبي من إمام أو صالح وهو مذهب أكثر الامة غير المعتزلة والزيدية والخوارج، وإن سمى بعضهم ذلك كرامات لا معجزات، ولا اعتبار بالأسماء بل المراد خرق العادات.


المرتضى ـ شرح جمل العلم: ٢٣٣ ـ ٢٣٥. ونحو بتفصيل اكثر وشواهد اكثر من تقريب المعارف لابي الصلاح: ٤٤٨ ـ ٤٥٦. وأما استبعاد الخصم بقاءه عليه هذه المدة فانما نشأ من ضعف البصيرة، وإلا فكيف يقال ذلك مع العلم بقدرة الله وقيام الدلالة على امكان فعل الكرامات للاولياء؟ غاية ما في الباب ان يقال: هو خرق العادة ونحن نمنع ذلك أولاً ثم نسلّم ونجعل ذلك معجزاً له عليه السلام. واعلم ان تطاول الأعمار أضعاف عمر القائم عليه السلام وقع وقوعاً مستمراً حتى حصل ذلك لجماعة من الملوك والجبابرة فلا يكون ذلك خرقاً للعادة، بل مما جرت به العوائد، فان القرآن المجيد أخبر في طرف الصلحاء أنّ نوحاً عاش زيادة عن ألف سنة إلا خمسين عاماً، وفي نقل أهل التاريخ في طرف غير الصلحاء مثل شداد بن عاد بن إرم انه عاش سبع مائة سنة، ومن المعلوم بين أهل المذاهب وجود الخضر وعمره أضعاف عمر القائم عليه السلام، ولو حملت العصبية على انكاره لكان النقل من طرقهم مساعداً لنا، ولو فرق بين المقامين بان الامان يناط به أمور لا يتعطل مثلها لغيبة الخضر كان فرقاً في غير موضعه، لأنا نتكلم على استبعادهم طول العمر لا على فوات المصالح، وقد أجبنا على العذر فيما يفوت من المصالح بغيبة الإمام بأن الحال في ذلك من جهة المخيف لا من جهته عليه السلام، وبينا أن الحال فيه كالحال في النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين استتر فما وجه استبعاد ذلك في حق القائم عليه السلام.


المحقق الحلي ـ المسلك: ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ونحوه الرسالة الماتعية للمؤلف: ٣١٣. فاما طول عمره فغاية الخصم فيه الاستبعاد وهو مدفوع بوجوه: ١ ـ إن من نظر في أخبار المعمرين وسيرهم علم أن مقدارعمره وأزيد معتاد، فإنه نقل عن لقمان انه عاش سبعة آلاف سنة وهو صاحب النسور، وروى أنّ عمرو بن حممة الدوسي عاش أربعمائة سنة نقول: إن طول العمر وإن خرج عما نعهده نحن الآن من أحوال البشر، فليس بخارج عن عادات سلفت لشركائه في البشرية وامثالهم في الانسانية. وما جرت به عادة في بعض الأزمان لم يمتنع وجوده في غيرها، وكان حكم مستقبلها كحكم ماضيها على البيان، ولو لم تجر عادة بذلك جملةً لكانت الادلة على أن الله تعالى قادر على فعل ذلك تُبطل توهم المخالفين للحق فساد القول به وتكذبهم في دعواهم.


وقد أطبق العلماء من أهل الملل وغيرهم أن آدم ابا البشر عليه السلام عمّر نحو الألف لم يتغير له خلق، ولا انتقل من طفولية إلى شبيبة، ولا عنها إلى هرم، ولا عن قوّة إلى عجز ولا عن علم إلى جهل، وأنه لم يزل على صورة واحدة إلى أن قبضه الله عزّ وجلّ. والقرآن مع ذلك ناطق ببقاء نوح نبي الله في قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة للانذار لهم خاصة وأن الشيب لم يحدث في البشر قبل حدوثه في ابراهيم الخليل عليه السلام. والاخبار متناصرة بامتداد ايام المعمرين من العرب والعجم والهند واصناف البشر واحوالهم وقد اثبت اسماء جماعة منهم في كتابي المعروف بـ الايضاح في الامامة راجع كتاب المعمرون: ١ ـ ١١٤ كمال الدين ٢: ٥٢٣ ب ٤٦ منهم لقمان بن عاد الكبير عاش على رواية ثلاث آلاف سنة وخمسمائة سنة. ورُبيع بن ضبيع عاش ثلاثمائة سنة واربعين سنة، والمستوغر بن ربيعة بن كعب عاش ٣٣٣ سنة واكثم بن صيفي الاسدي عاش ٣٨٠ سنة و ويذكر الفرس أن قدماء ملوكها زادت في الطول من الأعمار من جملتهم من عاش الفي وخمسمائة سنة، واكثر أهل العلم يقولون بان سلمان الفارسي رأى المسيح وادرك النبي وعاش بعده عبدالكريم مشتاق ـ مذهب شيعة حق٣ ص ٥٩.


عبد الكريم مشتاق ـ مذهب شيعه حق ٣ ص ٦٠. وبالجملة اتفقت كلمة الأطباء على أن رعاية أصول حفظ الصحة توجب طول العمر، واذا قرأت ما تدونه أقلام الأطباء في هذا المجال، يتضح لك معنى قوله سبحانه وتعالى: فلولا أنه كان من المسبحين ـ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون الصافات: ١٤٣. ولا مانع من بقائه وطول عمره كما طال عمر نوح وعيسى والخضر وإلياس من الأبرار والدجال وإبليس من الأشرار وإن جاء في خبر أنه يسكن الجزيرة الخضراء وصح سنده فلا مانع من قبوله، وإلا كان كباقي الأخبار الضعيفة المشتملة عليها كتب الفريقين السيد محسن الامين ـ نقض الوشيعة: ٢٤. كاشف الغطاء ـ جنة المأوى: ٢٠٧. تهذيب الاسماء واللغات ١: ١٧٦.


وقال الزمخشري في ربيع الأبرار: أن المسلمين متفقون على حياة أربعة من الأنبياء اثنان منهم في السماء وهما إدريس وعيسى واثنان في الارض الياس والخضر، وان ولادة الخضر في زمن إبراهيم أبي الأنبياء. ربيع الابرار ١: ٣٩٧، تهذيب الاسماء ١: ١٧٧ و كاشف الغطاء ـ اصل الشيعة: ٢٢٥. وقد تضمنت التوارة اسماء جماعة كثيرة من المعمرين، وذكرت أحوالهم في سفر التكوين التوراة، سفر التكوين،الاصحاح الخامس، الجملة ٥ ، وقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين، ككتاب المعمرين لأبي حاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدة منهم في كتاب كمال الدين ص ٥٥٥، والعلامة الكراجكي في رسالته الخاصة، باسم البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان البرهان على طول عمر الامام صاحب الزمان للكراجكي ملحق بـ كنز الفوائد له ايضا الجزء الثاني لاحظ في ذكر المعمرين ص ١١٤ ـ ١٥٥ ط دار الاضواء بيروت ـ ١٤٠٥ ، والعلامة المجلسي في البحار البحار ج ٥١ الباب ١٤ ص ٢٢٥ ـ ٢٩٣ وغيرهم.


ابن طاووس ـ كشف المحجة: ١٠٦ فصل: ٧٩. إن مسألة طول عمر الإمام الثاني عشر عليه السلام سهلة لمن اعتقد بالمعجزات وخوارق العادات، اذ الامتناع العادي لا يمنع عن امكانه كسائر المعجزات فان العلل والاسباب لا دليل على انحصارها في الاسباب العادية الموجودة المألوفة ولكن لا يذهب عليك إن عدم اليأس عن كشف طرق للاطالة لا يخرج طول عمر الإمام الثاني عشر عن كونه خارق العادة لان طول العمر المذكور بدون كشف طرق الإطالة غير طبيعي سيما اذا بقي على صورة رجل له أقل من أربعين سنة كما في بعض الأخبار، وعليه فطول عمره إعجاز أخبر به النبي والأئمة بالتواتر، وأجمع عليه الأصحاب على الأيمان به كسائر المعجزات. نعم يزيد مثل هذه المعجزة على سائر المعجزات التي ليست من قبيلها من جهة وجود الإمكان العلمي فيها الذي قاله العلامة الطباطبائي: إن عالم الطب لم ييأس حتى الآن من كشف طرق لاطالة عمر الانسان دون سائر المعجزات الخرازي ـ بداية المعارف ٢: ١٥٥ ـ ١٥٦.


بقاء الإنسان أبد الدهر ممكن عقلاً والله قادر على كل ممكن، أليس الكفار في جهنم والمؤمنون في الجنة مخلدين، فيزيد عمر كل منهم من عمر المهدي في الدنيا بكثير، أليس الشيطان باقياً إلى الآن؟ ألم يكن نوح عاش اكثر من ألف عام؟ والمعمرون كثيرون كما ضبطهم التاريخ، والعلم الحديث أيضاً ينطق بصحة دوام عمر الإنسان وزيادة تعيشه، فالإشكال باطل بالقرآن والسنة والتاريخ والعلم الحديث مع أنه في نفسه ليس إلا إستبعاد محض. المحسني ـ صراط الحق ٣: ٤٥٦. من تدبر وأنصف عرف أنّ الإنسان إذا أمكن أن يعيش سنة أمكن أن يعيش ألوف السنين فإنّ من وهبه الحياة سنة يقدر أن يمدها الى ما شاء الله. راجع مجلدات المقتطف السابقة تجد فيها المقالات الكثيرة والبراهين الجليّة العقلية لأكابر فلاسفة الغرب في إثبات إمكان الخلود في الدنيا للإنسان، وقال بعض كبار علماء أوروبا: لولا سيف ابن ملجم لكان علي ابن ابي طالب من الخالدين في الدنيا، لانه قد جمع جميع صفات الكمال والاعتدال. كاشف الغطاء ـ اصل الشيعة: ٣٢٦. البياضي ـ الصراط المستقيم ٢: ٢٤٥. غيبته عليه السلام. بالنسبة إلى الغيبة كم ولى لله تعالى يقطع الارض بعبادة ربه تعالى والتفرد من الظالمين بعمله ـ منهم الخضر عليه السلام موجود قبل زمان موسى عليه السلام الى وقتنا هذا، باجماع أهل النقل واتفاق أصحاب السير والأخبار سائحاً في الأرض لا يعرف له أحد مستقراً ولا يدعى له اصطحاباً إلاّ ما جاء في القرآن به من قصته مع موسى عليه السلام.


وقد كان من غيبة موسى بن عمران عليه السلام عن وطنه وفراره من فرعون ورهطه ما نطق به الكتاب، ولم يظهر عليه أحد مدة غيبته عنهم فيعرف له مكانا، حتى ناجاه الله عزّ وجلّ وبعثه نبياً فدعا اليه وعرفه الولى والعدو اذ ذاك. وكان من قصة يوسف بن يعقوب عليهم السلام ما جاءت به سورة كامله بمعناه، وتضمنت ذكر استتار خبره عن أبيه، وهو نبي الله تعالى يأتيه الوحي منه سبحانه صباحاً ومساءً، وأمره مطويٌ عنه وعن إخوته، وهم يعاملونه ويبايعونه ويبتاعون منه ويلقونه ويشاهدونه فيعرفهم ولا يعرفونه حتى مضت على ذلك السنون وانقضت فيه الأزمان وكان من أمر يونس نبي الله عليه السلام مع قومه وفراره عنهم عند تطاول المدة في خلافهم عليه واستخفافهم بحقوقه، وغيبته عنهم لذلك عن كل احد من الناس حتى لم يعلم بشر من الخلق مستقره ومكانه إلا الله تعالى.


وأمر أصحاب الكهف نظير لما ذكرناه، وقد نزل القرآن بخبرهم وشرح أمرهم، في فرارهم بدينهم من قومهم وحصولهم في كهف ناءٍ عن بلدهم فاماتهم الله فيه، وبقى كلبهم باسطاً ذراعيه بالوسيط، ودبّر أمرهم في بقاء اجسامهم على حال أجساد الحيوان لا يلحقها بالموت تغيّر ـ فبقوا على ذلك ثلاث مائة سنة وتسع سنين على ما جاء به الذكر الحكيم ثم احياهم فعادوا الى معاملة قومهم ومبايعتهم. وقد كان من أمر صاحب الحمار الذي نزل بذكر قصته القرآن فبقى طعامه وشرابه بحاله لم يغيّره تغيير طبائع الزمان فلما احياه الله تعالى المذكور بالعجب من حياة الأموات وقد أماته مائة عام. وليس في زماننا الآن مثل ذلك، ولا سمعنا بنظير له في سواه، وهو بعيد عن تعارفنا، ولولا أن القرآن جاء بذكر هؤلاء القوم وخبرهم لتسرعت الناصبة الى إنكار ذلك كما يتسرع الى إنكاره الملحدون والزنادقة والدهريون ويحيلون صحة الخبر به.


وعلى هذا ذهب اليه الامامية في تمام استتار صاحبها وغيبته ومقامه على ذلك طول مدّته أقرب في العقول والعادات مما أوردناه من أخبار المذكورين في القرآن. وقولهم مع ذلك إن الله تعالى قد أباح للامام الغيبة عن الخلق وسوّغ له الاستتار عنهم، وأن ذلك هو المصلحة وصواب التدبير للعباد. وهذه مناقضة لا تخفى على العقلاء. شبهة: إدعى المخالفون أنّ الامامية ساوت بمذهبها في غيبة صاحبها السبائية في قولها: إن امير المؤمنين عليه السلام لم يقتل وانه حي موجود، وقول الكيسانية في محمد بن الحنفية، ومذهب الناووسية: في أن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام لم يمت، و قول الممطورة: في موسى بن جعفر عليه السلام إنه لم يمت وأنه حي الى أن يخرج بالسيف، وقول أوائل الاسماعيلية وأسلافها: أن اسماعيل بن جعفر هو المنتظر وأنه حي لم يمت، وقول بعضهم: مثل ذلك في محمد بن إسماعيل، وقول الزيدية مثل ذلك فيمن قتل من ائمتها حتى قالوه في يحيى بن عمر المقتول بشاهي.


واذا كانت هذه الأقاويل باطلة عند الامامية وقولها في غيبة صاحبها نظيرها فقد بطلت ايضاً ووضح فسادها. شبهة: إن غيبته متى صحت على الوجه الذي تدعيه الإمامية بطلت الحاجة اليه، اذ كان وجود منعها كعدمه من العالم، ولا تظهر له دعوة، ولا تقوم له حجة، ولا يقيم حداً، ولا ينفذ حكماً، ولا يرشد مسترشداً، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، ولا يهدي ضالاً، ولا يجاهد في الاسلام. شبهة: اذا كان الامام صلوات الله عليه غائباً طول هذه المدة لا ينتفع به، فما الفرق بين وجوده وعدمه. شبهة: ما هو السبب الموجب لاستتار إمام الزمان صلوات الله عليه وغيبته التي طالت مدتها، فإن قلتم أن سبب ذلك صعوبة الزمان عليه بكثرة أعدائه وخوفه منهم على نفسه قيل لكم: فقد كان الزمان الأول على آبائه عليهم السلام أصعب، وأعداؤهم فيما مضى أكثر، وخوفهم على أنفسهم أشد وأكثر، ولم يستتروا مع ذلك ولا غابوا عن أشياعهم بل كانوا ظاهرين حتى أتاهم اليقين، وهذا يبطل اعتلال الشيعة في غيبة صاحب الزمان عنهم.


شبهة: إن رسول الله قد ظهر قبل استتاره ودعا إلى نفسه قبل هجرته، وكانت ولادته معروفة ونسبه مشهوراً وداره معلومة، هذا مع الخبر عنه في الكتب الأولى والبشارة به في صحف إبراهيم وموسى عليه السلام، وادراك قريش وأهل الكتاب علاماته ومشاهدتهم لدلائل نبوته وأعلام عواقبه، فكيف لم يخف مع ذلك على نفسه، ولا امر الله بستر ولادته، وفرض عليه إخفاء أمره كما زعمت الشيعة أنه فرض ذلك على ابن الامام لما كان المنتظر عندكم من بين الأئمة، والمشار اليه بالقيام بالسيف دون آبائه، فاوجب ذلك على ما ادعيتموه واعتللتم به في الفرق بين آبائه وبينه في الظهور على خبره وكتم ولادته والستر على الأنام شخصه، وهل قول الشيعة في الغيبة مع ما وصفناه من حال النبي الاّ فاسد متناقض.


جواب الشبهة: لا يسعنا إنكار الغيبة والتستر بولادة الامام المهدي لعدم وقوع ذلك بالنسبة الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لان المصلحة لا تكون من جهة القياس، ولا تعرف ايضاً بالتوهم، ولا يتوصل اليها بالنظائر والأمثال ويدل على ما بيناه أنه لم يتعرض احد من عبدة الأوثان، ولا أهل الكتاب، ولا مع ما قد اتصل بهم من البشارة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأحد من آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإخافة، ولا لاستبراء واحدة من أمهاته لمعرفة الحمل به، ولا قصدوا الإضرار به في حال الولادة، ولا طول زمانه إلى أن صدع بالرسالة، كما وقع ذلك بالنسبة للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. وشيء آخر وهو أن الخوف قد كان مأمونا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني هاشم وبني عبد المطلب وجميع اهل بيته وأقاربه، لأن الشرف المتوقع له بالنبوة كان شرفهم، والمنزلة التي تحصل له بذلك فهي تختص بهم، وأما البعداء منهم في النسب فيعجزون عن ايقاع الضرر به لموضع أهل بيته، وإنهم أمنع العرب جانباً، وأشدهم بأساً، وأعزهم عشيرةً، فيصدهم ذلك عن التعرض له. وشيء آخر أن ملوك العجم في زمان مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكونوا يكرهون مجيء نبي يدعو الى شرع مستأنف، ولا يخافون بمجيئه على أنفسهم، ولا على ملكهم، لأنهم كانوا ينفرون الإيمان به والاتباع له، ولم يجر أمر الامام المنتظر عليه السلام هذا المجرى، بل المعلوم من حال لجميع الملوك زمان مولده ومولد آبائه خلاف ذلك من اعتقادهم فيمن ظهر منهم يدعو الى امامة نفسه، أو يدعو إليه داع سفك دمه.


فالجواب: اللطف الواجب على الله تعالى في الامام هو نصبه وتكليفه بالامامة، والله تعالى قد فعل ذلك فلم يكن مخلاً بالواجب، وإنما الاخلال بالواجب من قبل الرعية، فانهم يجب عليهم أن يتابعوه ويمتثلوا أوامره ونواهيه ويمكنوه من أنفسهم، فحيث لم يفعلوا ذلك كانوا مخلّين بالواجب فهلاكهم من قبل انفسهم. التقية ممن لا يعرفه لأنه لو ظهر اليهم لكانوا بين أمور، أما أن يسفكوا دمه بانفسهم لينالوا بذلك المنزلة عند المتغلب على الزمان، ويحوزوا به المال والرئاسة أو يسعوا به إلى من يحل هذه الفعل به. التقية من بعض من يعتقد امامته، لأن هؤلاء ليسوا بمعصومين عن الغلط، ولا مأموناً عليهم الخطأ بل ليس مأموناً عليهم العناد والارتداد، فلا ينكر أن تدعوهم دواعي الشيطان الى الإغراء به والسعي عليه، والأخبار بمكانه طمعاً في العاجلة ورغبة فيها.


أما بالنسبة الى من عرفه حق معرفته، وكان عارف بالله عزّ وجلّ وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبالائمة، فإن هذه المعرفة تمنعه من إيقاع كفر غير مغفور، فهؤلاء لا يتقى الامام منهم ويدعي الشيخ المفيد أنه من هؤلاء وعدم التقية، لان التقية إنّما هي الخوف على النفس، والاخافة للامام لا تقع من عارف بالله عز وجل. وعدم تقية الامام من هؤلاء لا تستوجب له ان يظهر لهم، ويعرف نفسه لهم بالمشاهدة، ويريهم المعاجز، ويبين لهم كثيراً من المشكلات، لاننا لا نقول أن الامام يعلم السرائر وأنه مما لا يخفى عليه الضمائر، بل أنه يعلم الظواهر كما يعلم البشر، وإن علم الامام بالباطن فانه يتم باعلام الله له خاصه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بما أودعه آباؤه عليهم السلام من النصوص على ذلك أو بطرق اخرى، ومع فقد الامام لذلك العلم اوجبت الحكمة تقيته من هؤلاء، ولا نقل أن الله عزّ وجلّ قد اطلع الامام على باطن هؤلاء وعرّفه حقيقتهم، واننا ايضاً لو قطعنا على ذلك لكان لترك ظهوره لبعض هؤلاء ممن تعرف عليه وجه واضح آخر غير التقية، وهو أن مع عدم ظهوره لحواسهم يصلح لهم في تعاظم الثواب وعلو المنزله باكتساب الاعمال، إذ يكون عملهم أعظم ثواباً مما يقع بالسهولة فلما علم عليه السلام ذلك من حالهم وجب عليه الاستتار ليصلوا الى معرفته وطاعته على حد يكسبهم من المثوبة اكثر مما يكسبهم العلم به الطاعة له مع المشاهدة.


أما بالنسبة الى هؤلاء الاولياء عند ظهوره إذ يقول قائل اليس يجب أن يكون الله عزّ وجلّ قد منعهم اللطف في شرف طاعتهم وزيادة ثوابهم؟ فالجواب: ليس في ذلك منع لهم من اللطف إذ لا ينكر أن يعلم الله سبحانه وتعالى منهم أنه لو أدام ستره عنهم في ذلك الزمان بدلاً من الظهور لفسق هؤلاء الأولياء فاظهره سبحانه لهذه العلة. والوجه الاخر أنه لا يستحيل أن يكون الله تعالى قد علم من حال كثير من اعداء الامام عليه السلام أنهم يؤمنون عند ظهوره، ويعترفون بالحق عند مشاهدته ويسلمون له الأمر، وأنه إن لم يظهر في ذلك الزمان أقاموا على كفرهم وازدادوا طغيانا بزيادة الشبهة عليهم، فوجب في حكمته تعالى اظهاره لعموم الصلاح، إذ لا يجب عليه تعالى أن يفعل اللطف له في النفع بما يمنع غيره من اضعاف ذلك النفع.


وأما بالنسبة الى غيبته عليه السلام من عامة الشيعة فلا يعني أنهم من أهل النفاق، بل أنّ جماعة من معتقدي التشيع غير عارفين في الحقيقة، وإنّما يعتقدون الديانة على ظاهر القول بالتقليد، لأن فيهم جماعة لم يكلفوا المعرفة لنقصان عقولهم عن الحد الذي به يجب تكليف ذلك، وإن كانوا مكلفين للقول والعمل، وهذا هو مذهبنا في جماعة من أهل السواد والنواحي الغامضة والبوادي والأعراب والعجم والعامة. والفرق بين تقيته عليه السلام من اعدائه وأوليائه هو أن التقية من أعدائه هي لأجل خوفه من ظلمهم له وقصدهم الإضرار به، لكن تقيته من اوليائه فهي لاجل خوفه من إذاعتهم على سبيل السهو أو للتجمل والتشرف بمعرفته بالمشاهدة فيعقبه ذلك ضرراً عليه فبان الفرق بين الأمرين.


ولو لزمنا ما ادعيتموه وتوهمتموه للزم جميع المسلمين أن يقولوا أن الناس كانوا في حال غيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وللهجرة وفي الغار اغنياء عنه، وكذلك كانت حالهم في وقت استتاره بشعب ابي طالب عليه السلام، وكان قوم موسى عليه السلام أغنياء عنه في حال غيبته عنهم لميقات ربه، وكذلك أصحاب يونس وهذا مما لا يذهب اليه مسلم ولا ملّي. وقد بشر الله تعالى الأنبياء المتقدمين نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قبل وجوده في العالم وفرض عليهم الإيمان به والإقرار به وانتظاره والنبي لم يخرج بعد الى الوجود. ففي التوقيع الخارج عن محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم. كمال الدين ٢: ٦٨٤ رقم٤. وإذا كانت هذه الأقاويل باطلة عند الامامية وقولها في غيبة صاحبها نظيرها فقد بطلت أيضاً ووضح فسادها. فإنا نقول: إن هذا توهم من الخصوم لو تيقظوا لفساد ما اعتمدوه وذلك أن قتل من سموه قد كان محسوساً مدركاً بالعيان وشهد به أئمة قاموا بعدهم ثبتت امامتهم بالشيء الذي به ثبتت امامة من تقدمهم، والانكار للمحسوسات باطل عند كافة العقلاء، وشهادة الائمة المعصومين بصحة موت الماضين منهم مزيلة لكل ريبة فبطلت الشبهة فيه على ما بيناه.


وليس كذلك قول الامامية في دعوى وجود صاحبهم عليه السلام لان دعوى وجود صاحبهم عليهم السلام لا تتضمن دفع المشاهد، ولا له إنكار المحسوس، ولا قام بعد الثاني عشر من ائمة الهدى عليهم السلام إمام عدل معصوم يشهد بفساد دعوى الامامية، او وجود إمامها وغيبته. فاي نسبة بين الامرين لولا التحريف في الكلام، والعمل على أوّل خاطر يخطر للانسان من غير فكر فيه ولا إثبات. ونحن فلم ننكر غيبة من سماه الخصوم لتطاول زمانها، فيكون ذلك حجة علينا في تطاول مدة غيبة صاحبنا، وإنما أنكرناها بما ذكرناه من المعرفة واليقين بقتل من قتل منهم وموت من مات من جملتهم، وحصول العلم بذلك من جهة الادراك بالحواس. ولأن في جملة من ذكروه لمن لم يثبت له إمامة من الجهات التي تثبت لمستحقها على حال، فلا يضر لذلك دعوى من ادعى لها الغيبة والاستتار.


ومن تأمّل ما ذكرناه عرف الحق منه، ووضح له الفرق بيننا وبين الضالة من المنتسبين الى الامامية والزيدية، ولم يخف الفصل بين مذهبنا في صاحبنا عليه السلام، ومذاهبهم الفاسدة بما قدمناه والمنة لله. وقولهم مع ذلك إن الله تعالى قد اباح للامام الغيبة عن الخلق وسوّغ له الاستتار عنهم، وأن ذلك هو المصلحة وصواب التدبير للعباد. إن المصالح تختلف باختلاف الأحوال، ولا تتفق مع تضادها، بل يتغير تدبير الحكماء في حسن النظر، والاستصلاح بتغيّر آراء المستصلحين وأفعالهم وأغراضهم في الاعمال. ألا ترى أن الحكيم من البشر يدبر معاش ولده ويحثه لاكتساب المعرفة والآداب، ولكنه إن عدل عن ذلك الى السفه والظلم كانت المصلحة له قطع مواد السعة عنه في الأموال والاستخفاف بهم، وليس في ذلك تناقض بين اغراض العاقل وهكذا تدبير الله تعالى لخلقه: إن تمسكوا باوامره سهل عليهم سبيله، وإن خالفوه يوجب قطع مواد التوفيق عنهم ووجب عليهم له العقاب، وكان ذلك هو الأصلح لهم، والأصوب في تدبيرهم.


فمصلحة الخلق تظهر بظهور الأئمة عليهم السلام متى اطاعوهم وانطووا على النصرة لهم والمعونة، وإن عصوهم وسعوا في سفك دمائهم تغيّرت الحال فيما يكون به تدبير مصالحهم، وصارت المصلحة له ولهم غيبته واستتاره، ولم يكن عليه في ذلك لوم، وكان الملوم هو المسبب له بافساده وسوء اعتقاده، ويكون هذا هو الأصلح والأولى في التدبير. فإنا نقول فيه: إن الأمر بخلاف ما ظنوه، وذلك أن غيبته لا تخل بما صدقت الحاجة اليه من حفظ الشرع والملّة، واستيداعها له، وتكليفها التعرف في كل وقت لأحوال الأمّة وتمسكها بالديانة او فراقها لذلك إن فارقته، وهو الشيء الذي ينفرد به دون غيره من كافة رعيته. الا ترى أن الدعوة اليه انما يتولاها شيعته وتقوم الحجة بهم في ذلك، ولا يحتاج هو إلى تولي ذلك بنفسه كما كانت دعوة الانبياء عليهم السلام تظهر نايباً عنهم والمقربين بحقهم، وينقطع بها فيما يأتي عن علتهم ومستقرهم، ولا يحتاجون الى قطع المسافات لذلك بأنفسهم، وقد قامت ايضاً نايبا عنهم بعد وفاتهم، وكذلك اقامة الحدود وتقيد الاحكام، وقد يتولاها امراء الأئمة وعمالهم دونهم، وكذلك القول في الجهاد فعلم بما ذكرناه أن الذي احوج الى وجود الامام ومنع من عدمه ما اختص به من حفظ الشرع الذي لا يجوز ائتمان غيره عليه فمن وجد منهم قائماً بذلك فهو في سعة من الاستتار والصموت، ومتى وجدهم قد اطبقوا على تركه وضلوا عن طريق الحق فيما كلفوه من نقله ظهر لتولي ذلك بنفسه، ولم يسعه اهمال القيام به.


فلذلك ما وجب من حجة العقل وجوده وفسد منها عدمه المباين لوجوده أو موته المانع له من مراعاة الدين وحفظه وشيء آخر وهو انه اذا غاب الامام للخوف على نفسه من القوم الظالمين، فضاعت لذلك الحدود وانهملت به الاحكام، ووقع في الارض الفساد، فكان السبب لذلك فعل الظالمين دون الله عز اسمه، وكانوا المأخوذين بذلك المطالبين به دونه. فلو أماته الله تعالى واعدم ذاته، فوقع لذلك الفساد وارتفع بذلك الصلاح، كان سببه فعل الله دون العباد، ولن يجوز من الله تعالى سبب الفساد ولا رفع ما يرفع الصلاح فوضح بذلك الفرق بين موت الامام وغيبته واستتاره وثبوت وسقط ما اعترض المستضعفون فيه من الشبهات والمنّة لله. يا حضرت خضر عليه السلام چطور تا حالا مردم را هدايت ميكند در حاليكه غائب است.


من خاف على نفسه احتاج الى الاستتار. عبد الكريم مشتاق ـ شيعه مذهب حق ٣ ص ٦٠ ـ ٦٢. هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب، مراد از بالغيب امام مهدى هستند. وجعلها كلمته باقية في عقبه، مراد از باقيه باقى بودن امام مهدي است. در نور الابصار آمده ـ كه ليظهره على الدين كله، مربوط به امام زمان عليه السلام است كه وقتى امام بحكم خدا ظهور ميفرمايند بر همه دنيا غلبه پيدا مى كنند. عبد الكريم مشتاق ـ شيعه مذهب حق٣ ص ٥٧ ـ ينابيع المودة مطبوعه بمبىء ص٣٧٠ مؤلفه مفتي اعظم سليمان بلخي قندوزي. وما در انبياء عليهم السلام هم مىبينيم كه بعض ها از نگاه مردم پوشيده شدند، حضرت خضر عليه السلام را همه قبول دارند وهدايت كردن ايشان را قبول ميكنند ولى تا الان كسى حضرت خضر را نديده عبد الكريم مشتاق ـ شيعه مذهب حق ٣ ـ ص ٥٠. قلت له: أيهما أقدر على إزالة الخلاف بين العباد، وأيما أعظم وأبلغ في الرحمة والعدل والارفاد، أليس الله جل جلاله؟ فقال: بلى، فقلت: فما منع الله ان يزيل الخلاف بين الأمم أجمعين وهو أرحم الراحمين، وهو أقدر على تدبير ذلك بطرق لا يحيط بها علم الآدميين، أفليس أن ذلك لعذر يقتضيه عدله وفضله على اليقين؟ فقال: بلى، فقلت: فعذر نائبه عليه السلام هو عذره على التفصيل، لانه ما يفعل فعلاً الا ما يوافق رضاه على التمام.


ابن طاووس ـ كشف المحجة: ٢٠٨ فصل: ١٠٥. راجع النقض: ٣٤٣ ـ ٣٤٦. لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما اخذ الله على العلماء لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس اولها قال ابن ميثم في شرحه: أنه عليه السلام ذكر من تلك الاعذار ثلاثة: احدها حضور الحاضرين لمبايعته، والثاني قيام الحجة عليه بوجود الناصر له في طلب الحق لو ترك القيام، الثالث: ما اخذ الله على العلماء من العهد على انكار المنكرات والغدر أن الاولان هما شرطان في الثالث، إذ لا ينعقد ولا يجب انكار المنكر بدونهما شرح النهج ١: ١٧٨ ـ ١٧٩. إذن ظهور الحجة عليه السلام وإرادته إجراء الأحكام تستلزم حضور الحاضرين لمبايعته ووجود الناصرين له، ولعدم توفرهما لم يظهر ولو ظهر لقتل، ولابتلي بما ابتلى به علي عليه السلام وكذلك الحسن عليه السلام، لأنه يريد اقامة الحكومة العادلة ونفي الظلم والمنكر، وهذا يحتاج الى قوة واستعداد عالمي والله العالم. ويجب الجهاد في هذه الاقسام الاربعة باجماع الشيعة وجوباً كفائياً ومن قتل في كل من هذه الاقسام الاربعة من المؤمنين فهو من الشهداء ولا فرق في وجوب الجهاد في كل هذه الاقسام الاربعة بين حضور الامام وغيبته ووجود المجتهد وعدم وجوده ثم ذكر جهاد علماء الشيعة ضد العدو.


شرف الدين ـ اجوبة مسائل موسى جار الله: ٦٢ـ ٦٦. أجاب القزويني: لم تقل الشيعة انّ ظهور المهدي عليه السلام موقوف على هذا العدد، ولم يذكر في ايّ كتاب من كتبهم، بل ورد انه يتفق مع ظهوره عليه السلام تواجد ٣١٣ رجلاً معتقداً من انحاء العالم في الكعبة فيعاهدوه، وتكون البيعة الأولى لهم، وهم بعدد أهل بدر، وليس هذا من شروط الظهور ولا ركن من اركانه، وغيابه لمصلحة لا لانتظار هذا العدد، والا ففي العالم كثيرون من شيعته معتقدون به ومنتظرون خروجه ليفدوه بانفسهم واموالهم، وهذا العدد من علامات الظهور لا من شرائطه. القزويني ـ النقض: ٤٦٥. قالوا: قلتم انصاره ثلاثمائة وثلاثة عشر فلم لا يخرج اليوم وانصاره اكثر؟ قلنا: علمنا ذلك بالخبر على انّ الكثرة لا تعتبر فان النبي حارب في بدر بذلك العدد، ولم يكن فيهم الا سبعة أسياف والباقي بجريد النخل، ولم يحارب في الحديبية ومع الف وسبعمائة بحسب المصلحة، وصالح الحسن معاوية في الاف، وحارب الحسين في قوم قليلين.


البياضي ـ الصراط المستقيم ٢: ٢٢٣. البياضي ـ الصراط المستقيم ٢: ٢٦٦. الجواب: لانا وان كانت علتا مزاحة في تكليفنا على ما وضح برهانه، ففي ظهور الحجة على الوجه الذي نص عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوائد كثيرة، وتكاليف تتعيّن بظهوره، ومنافع حاصلة بذلك ليس شيء منها حاصلاً في حال الغيبة، لانه عليه السلام يظهر لزوال دول الظالمين المخيفين لشيعته وذراري آبائه، ورفع جورهم بعدله وإبطال أحكام اهل الضلال بحكم الله، والسيرة بالملة الاسلامية التي لم يحكم بجملتها منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. ومنها الأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر وجهاد الكفار، مع سقوط ذلك أجمع عنا في حال الغيبة، وهذه احكام تتعيّن بظهوره. ومنها زوال الخوف عن شيعته وذرّية آبائه وارتفاع التقية وسهولة التكليف الشرعي.


ومنها براءة الذمم من الحقوق الواجبة له في الاموال المتعذّر ايصالها اليه في الغيبة. ومنها ظهور الدعوة الى جملة الحق في المعارف والشرائع بظهوره وهذه فوائد عظيمة لها رغبنا الى الله تعالى في ظهوره لنفوز بها ابو الصلاح ـ تقريب المعارف: ٤٤٧ ـ ٤٤٨. ابو الصلاح ـ تقريب المعارف: ٤٤٢ ـ ٤٤٣. وجدتها او أكثرها تضمنت قبل ولادته انه يغيب عليه السلام غيبة طويلة حتى يرجع عن امامته بعض من كان يقول بها، فلو لم يغب هذه الغيبة كان ذلك طعناً في امامة آبائه وفيه، فصارت الغيبة حجة لهم عليهم السلام وحجة له على مخالفيه في ثبوت امامته وصحة غيبته، مع أنه عليه السلام حاضر مع الله على اليقين، وانما غاب من لم يلقه عنهم لغيبتهم عمن حضره المتابعة له ولرب العالمين. فانه موجود حيّ على التحقيق، ومعذور عن كشف أمره الى أن يؤذن له تدبير الله الرحيم الشفيق كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء ابن طاووس ـ كشف المحجة: ١٠٤ فصل ٧٧. مثلاً نوح عليه السلام مع كثرة الاعداء لم يغب، فان مصلحته كانت في الظهور، وادريس كان غائباً عن الاعداء برهة في الارض وبرهة اخرى في السماء لان المصلحة كانت في غيبته لا ظهوره، وابراهيم كان في البداية غائباً خائفاً، ولموسى غيبة ايضاً في أوّل الامر واوسطه، وامر الله تعالى يحيى وزكريا بالصبر على الضرب والقتل لعدم المصلحة في الغيبة، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت مصلحته في الغيبة فاستتر في الغار فالله تعالى غير عاجز والأنبياء معصومون لا يخطأون لكن مصلحة كل زمان وكل نبي تختلف فلابد من قياس امر الأئمة على الانبياء.


مضافاً الى أن السعيد من وعظ بغيره، ولما رأى المهدي ما فعله بني أمية وبني العباس بآبائه من قتل وسلب ونهب غاب خوفاً من الاعداء. ويمكن أن يقال بأن الائمة كان لهم نواباً ذرية بعضها من بعض، والمهدي آخر العترة وحافظ الشريعة ووجوده امان للامة فغاب الى أن يظهر بعد زوال الخوف، كما أن الإجماع والكتاب حجة لخروجه وظهوره. القزويني، النقض: ٤٧٢ ـ ٤٧٤. ان قلت: لو كان سبب ستره خوفه لا ستتر آباؤه، قلت: آباؤه خوطبوا بالتقية وخوطب هو بالخروج باالسيف، ومن ثم لم يخافوا كخوفه خصوصاً فيمن عرف من اعدائه انه القائم بأمر ربه دون آبائه وستره لم يخرجه عن امامته كما أن ستر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شعبه وغاره لم يخرجه عن نبوته. البياضي، الصراط المستقيم ٢: ٢٢٤. المرتضى ـ المقنع: ٥٤، ٥٥، وانظر الشافي ١: ١٤٧ وايضاً ٣: ١٤٨، ١٥٠بتفصيل اكثر، تلخيص الشافي للطوسي ٤: ٢١٧، والمنقذ للرازي ٢: ٣٧٥، ورسالة في الغيبة للمرتضى ضمن كلمات المحققين :٥٣٣.


اما الفرق بينه وبين آبائه عليهم السلام فواضح، لان خوف من يشار إليه بانه القائم المهدي الذي يظهر بالسيف ويقهر الأعداء ويزيل الدول والممالك لا يكون كخوف غيره ممن يجوز له مع الظهور التقية وملازمة منزله، وليس من تكليفه ولا مما سبق أنه يجري على يده الجهاد واستيصال الظالمين. المرتضى، تنزيه الانبياء: ٢٣٤. والفرق بين استتاره وظهور آبائه انه لم يكن المعلوم من حالهم، انهم يقومون بالامر، ويزيلون الدول ويظهرون بالسيف، ويقومون بالعدل، ويميتون الجور، وصاحب الزمان عليه السلام بالعكس من ذلك، ولهذا يكون مطلوباً مرموقاً والاولون ليسوا كذلك، على أن آبائه عليهم السلام ظهرواً، لانه كان المعلوم انهم لو قتلوا لكان هناك من يقوم مقامهم ويسدّ مسدّهم وليس كذلك صاحب الزمان الطوسي، الاقتصاد: ٣٦٩، ٣٧٠. وحاله في ذلك أي الغيبة يخالف حال آبائه اما لانهم آمنوا على انفسهم وخاف هو، او لانه عليه السلام يلزمه مع العروض مع ظهوره ما لا يلزمهم فيكون الحذر في جانبه اتمّ من غيره وهذا من الممكن.


المحقق الحلي، المسلك: ٢٨٢. ثم ذكر عده احاديث ثم قال: قال الشيخ الطوسي: ويدل على إمامة ابن الحسن وصحة غيبته ما ظهر واشتهر من الاخبار الشايعة الذايعة عن آبائه قبل هذه الأوقات بزمان طويل من ان لصاحب هذا الامر غيبة وصفة غيبته موافق ذلك على ما تضمنته الاخبار، ولولا صحتها وصحة امامته لما وافق ذلك. اثبات الهداة ٧: ٣ ـ ٤ قال المحقق اللاهيجي: ان وجوب غيبة الامام الثاني عشر متواتر عن النبي وكل واحد من الأئمة. سرمايه ايمان: ١٤٦ وقال المحقق القمي: ان كثيراً من جوامع الشيعة الفت قبل ولادة جنابه عليه السلام، فهذه الاخبار مضافاً الى كونها متواترة مفيدة لليقين. اصول دين: ٦٣ و الخرازي ـ بداية المعارف ٢: ١٤٢ ـ ١٤٤ ٣٤ ـ اعدة اللطف وغيبة الامام إن وجود الانسان الكامل في نظام العالم مما يقتضيه علمه تعالى بالنظام الأحسن ورحمته المطلقة واطلاق كماله ولا مانع منه فيلزم وجوده والالزام الخلف في كونه كمالاً مطلقاً، فوجود الامام الذي هو انسان كامل لطف، وتصرفه وظهوره لطف آخر، فلا يضر فقد لطف من جهة المانع بوجود اللطف من جهة او جهات اخر، لان المفروض عدم وجود مانع من جهة اخرى، هذا مضافاً الى أن ارشاد الامام وتصرفه لا يختص بالانسان بل يعم الجن ايضاً، لانهم مكلفون ومحجوجون بوجوده، على ان بعض الخواص كانوا يسترشدون بارشاده وعناياته في الغيبة الصغرى، بل الكبرى ايضاً كما تشهد له التشرفات المكررة لبعض المكرمين من العباد، هذا مع الغمض عما يتصرف في النفوس من وراء الحجاب.


قال الحكيم محمد مهدي النراقي: أن ظهور الامام الثاني عشر ارواحنا فداه وتصرفه فائدة من فوائد وجوده، لان فوائد وجوده كثيرة وان كان غائباً، الاول: انه قد ورد في الحديث القدسي: كنت كنزاً مخفياً فاحببت مصابيح الانوار ٢: ٤٠٥. فيعلم منه ان الباعث على الايجاد هو المعرفة بالله تعالى، فليكن في كل وقت فرد بين آحاد الانسان يعرفه كما هو حقه، ولا تحصل المعرفة كما هو حقه في غير النبي والامام، فلابد من وجود الحجة في الارض حتى تحصل المعرفة به كما هو حقه. والثاني: ان مجرد وجوده لطف وفيض في حق الناس ولو لم يكن ظاهراً، لان وجوده باعث نزول البركات والخيرات، ومقتضٍ لدفع البليات والآفات، وسبب لقلة سلطة الشياطين من الجن والانس على البلاد، فان آثار الشيطان كما وصلت الى البشر دائماً، كذلك لزم ان تصل اثار رئيس الموحدين وهو الحجة الالهية اليهم، فوجود الحجة في مقابل الشيطان للمقاومة مع جنوده، فلو لم يكن للامام وجود في الارض صارت سلطة الشيطان ازيد من سلطة الاولياء، فلا يمكن للانسان المقاومة في مقابل جنود الشيطان. والثالث: ان غيبة الامام الثاني عشر عليه السلام تكون عن اكثر الناس لا عن جميعهم لوجود جمع يتشرفون بخدمته، ويأخذون جواب الغوامض من المسائل ويهتدون بهدايته وان لم يعرفوه انيس الموحدين: ١٣٢ ـ ١٣٤ انتهى.


سؤال: ان الامام يجب وجوده لو لم يعم لطف آخر مقامه كعصمة جميع الناس. الجواب: ان المفروض عدم اقامة هذا اللطف والا فلا موجب لبعث الرسل سؤال: ان الامام يجب وجوده فيما اذا علم بخلوّه عن المفسدة، وحيث لا علم به فلا يكون وجود الامام واجباً، ولا فائدة في دعوى عدم العلم بالمفسدة، لأن احتمالها قادح في وجوب نصب الامام. اجاب المحقق الهيدجي: ان الامور المتعلقة بالامام على قسمين: الدنيوية والأخروية، ومن المعلوم ان مفسدة وجود الامام بالنسبة الى الامور الدينية معلومة الانتفاء، فان المفاسد الشرعية في الامور الدينية معلومة شرعاً، ولا يترتب شيء منها على وجود الامام وحيث كان كل واحد منا مكلفون بترك المفاسد الشرعية، فلا يجوز ان تكون تلك المفاسد معلومة لنا والا لزم التكليف بالمجهول، وايضاً من الواضح ان نصب الامام بالنسبة الى الامور الدنيوية لا مفسدة فيه اذ الامور الدنيوية راجعة الى مصالح العباد ومفاسدهم في حياتهم الدنيوية وحفظ النوع والاخلال به، وهي معلومة لكافة العقلاء، ولا يترتب من وجود الامام شيء من المفاسد فيها، بل العقل جازم بأن لا يمكن سد مفاسد امور المعاش الا بوجود سلطان قاهر عادل، فاذا عرفت ذلك فنقول بطريق الشكل الاول نصب الامام عن الله تعالى لطف خال عن المفاسد، وكل لطف خال عن المفاسد واجب على الله تعالى، فنصب الامام واجب عليه تعالى وهو المطلوب.


سرمايه ايمان: ١٠٨، شرح التجريد: ٣٦٢ و الخرازي، بداية المعارف ٢: ٢٧ ـ ٢٩. وفيه اولاً: ان الجهل بفائدة وجوده قبل قيامه بعد ما ثبت إمامته ومهدويته وخروجه في آخر الزمان غير مضر، فانا نجهل فائدة كثير من افعاله تعالى نعم نحن نعلم ان الله حكيم لا يفعل الا لحكمة وغرض، بل لا يفعل الا الأصلح. وثانياً: ان لوجوده عليه السلام وإن لم يكن فائدة من حيث التشريع لكن له فائدة عظيمة من جهة التكوين، فقد روى ابن حجر الصواعق: ١٥٠ ذيل الاية السابعة من الايات الواردة في أهل البيت عليهم السلام : النجوم امان لاهل السماء وأهل بيتي امان لامتي و أهل بيتي امان لاهل الأرض فاذا هلك اهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون فاذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء واذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض و لا يزال هذا الدين قائماً الى اثنى عشر اميراً من قريش فاذا مضوا ساخت الارض بأهلها فهو عليه السلام سبب البركة والنعمة للمؤمنين في دينهم ودنياهم، وفي بعض التوقيعات الواردة من الناحية المقدسة البحار ٥٢: ٩٢ : وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكلانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب، واني امان لاهل الارض كما أن النجوم امان لاهل السماء.


نعم ما ذكره بعض افاضل اهل المعقول نهاية الدراية ٢: ١٥٩ في مدخلية وجوده عليه السلام في نظام التكوين لا يمكن لنا تصديقه، بل يمكن أن يقال ان بوجوده فائدة تشريعية ايضاً لكن لا بالنسبة الينا، بل بالنسبة الى بقية الكرات حتى من سائر المنظومات الشمسية، واما ما يقال من ان الامام لابد أن يكون سائساً متصرفاً في الامور فهو جزاف، كما يظهر من مراجعة سيرة الانبياء، فمنهم مقتول، ومنهم مغلوب ينتصر الله، ومنهم من فرّ خائفاً يترقب، ومنهم القوم استضعفوه والله تعالى يقول: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن. المحسني، صراط الحق ٣: ٤٥٧ ـ ٤٥٨. تكرر كلمة الغيبة وفي بعضها تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الامم ينابيع المودة: ٤٨٨.


يغيب عن اوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته الا من امتحن الله قلبه للايمان ينابيع المودة: ٤٩٥ يبعث المهدي بعد اياس وحتى يقول الناس لا مهدي. الحاوي ٢: ١٥٢. وكلمة الغيبة في الاحاديث لا تعني احياء المهدي بعد موته واعادته الى الدنيا بعد وفاته، وانما هي ناظرة الى اختفائه واحتجاجه، وعدم رؤية الناس له ومشاهدتهم اياه، وهذا هو الذي يتبادر الى كل ذهن عند قراءة تلك الاحاديث والمرور بكلمة الغيبة المتكررة فيها، والحديث الشريف الذي اتفق المسلمون على روايته: من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية صريح في ضرورة وجود امام في كل عصر وكل حين، وبعد أن ثبتت ولادة محمد بن الحسن بما لا يقبل الشك تكون كلمة الغيبة وضرورة وجود الامام في كل زمان دليلين جليين على استمرار حياة المهدي طيلة هذه القرون، وعلى رد سائر ما يقال في هذا الصدد من تردد واستبعاد، والقول بوفاة المهدي ـ بالاضافة الى مخالفته لاحاديث الغيبة وحديث استمرار الامامة ـ لم ينص عليه أحد من المؤرخين ولم يرد ذكره في أي كتاب بما فيها كتب المنكرين ان هذا كله يؤكد ان المهدي حي لم يمت وانه غاب واختفى آل ياسين ـ اصول الدين: ٤١٢ ـ ٤١٥.


انا اذا علمنا امامته لعلمنا بان الزمان لا يخلو من امام، وان الامام لابد من أن يكون مقطوعاً على عصمته من كبائر الذنوب وصغائرها، وان الحق لا يخرج من الأمة، ووجدنا الامة بين قائل يقول: بجواز خلوّ الزمان من امام وقائل يقول: بامامة من ليس بمقطوع على عصمته، وقائل: يقول بامامة من ثبت هذه الفرقة قد انقرضت وقائل يقول: بامامة صاحبنا عليه السلام، فيتعين صحة وجوده وامامته، والا ادّى الى أن الحق خارج عن الامة اذا لا قول للامة في هذه المسألة غير ما ذكرناه وذلك باطل بالاتفاق، ثم وجدناه غائباً عن الناس علمنا انه لم يغب مع عصمته وتعين فرض القيام بالامامة فيه الا لسبب اباح له ذلك وإن لم نعلم ذلك السبب مفصلاً كما نقول في خلق الموذيات من الهوام والسباع وكما نقول في الايات المتشابهات التي تقتضي ظواهرها الجبر والتشبيه وكذلك القول في الغيبة سواء، فان تشاغلنا بايراد العلة المعينة في غيبته واستتاره في الوجه المخرج له الى الاستتار والغيبة مفصلاً كان ذلك تبرعاً منّا الرازي ـ المنقذ ٢: ٣٧٢ ـ ٣٧٣. أنّه لما وجب كون الامام معصوماً علمنا ان غيبته طاعة والا لكان عاصياً، ولم يجب علينا ذكر السبب غير أنّا نقول: لا يجوز أن يكون ذلك السبب من الله تعالى لكونه مناقضاً لغرض التكليف، ولا من الامام نفسه لكونه معصوماً، فوجب أن يكون من الامة وهو الخوف الغالب، وعدم التمكين ولا إثم في ذلك ابن ميثم، قواعد المرام: ١٩٠ ـ ١٩١.


وغيبة الحجة عليه السلام ليست بقادحة في امامته لثبوتها بالبراهين التي لا شبهة فيها على متأمل الديلمي، اعلام الدين: ٥٣. ويكفي في الجواب عن سبب الغيبة ان يقال: مع ثبوت عصمته يجب أن نحمل افعاله على الصواب وإن خفي الوجه، فلولا مصلحة مبيحة للاستتار لما استتر المحقق الحلي ـ المسلك: ٢٧٦. واذا ثبتت إمامته أي امامة امير المؤمنين عليه السلام ثبتت امامة أحد عشر من ذريته، لتواتر الاخبار بنص كل واحد منهم على من بعده، وبتواتر الاخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنص على الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام. المحقق الحلي ـ الرسالة الماتعية: ٣١٠. قد بينا أنه لا يجوز خلوّ الزمان من معصوم، ولا شك في أنه غير ظاهر، فيجب ان يكون مستتراً، ولانا قد بينا بالتواتر النص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجوده وتعيينه وغيبته ان استتاره فيه مصلحة خفية لا نعلمها نحن، اما من خوف على نفسه، أو لأمر آخر غير معلوم لنا على التفصيل.


الامام الثاني عشر عليه السلام حي موجود من حين ولادته وهي سنة ست وخمسين ومائتين الى آخر زمان التكليف لان كل زمان لابد فيه من امام معصوم واعلم أن الامام الثاني عشر اعني المهدي عليه السلام حي موجود من حين ولادته وهو سنة ست وخمسين وماتين من الهجرة الى آخر زمان التكليف لان الامام لطف، وهو يجب على الله تعالى ما بقي مكلف على وجه الارض، وقد ثبت في الأخبار الصحيحة انه عليه السلام آخر الائمة فيجب بقائه الى آخر زمان التكليف قطعاً. ابن مخدوم: شرح الباب الحادي عشر: ٢٠٥. قال العلامة الحلي: ويجب ان يعتقد ان الامام الحجة عليه السلام حي موجود في كل زمان بعد موت ابيه الحسن عليه السلام، لان كل زمان لابد فيه من امام معصوم وغيره ليس بمعصوم بالاجماع، والا لخلا الزمان من امام معصوم، مع أن اللطف واجب على الله تعالى في كل وقت. قال المقداد السيوري: لما ثبت أن الامامة لطف، وأن اللطف واجب على الله تعالى، وأن الله تعالى حكيم لا يخل بالواجب، وان الامام يجب ان يكون معصوماً، وان لا معصوم سوى الائمة الاثنى عشر وجب القول بوجود الامام الثاني عشر وهو المهدي عليه السلام وبقاؤه الى منتهى الدنيا، والدليل عليه انه لولا ذلك للزم احد امور ثلاثة: اما القول بامامة غيره او القول بعصمة غيره او خلو الزمان من الامام، فيلزم ان يكون الله تعالى مخلاً بالواجب المقداد السيوري، الاعتماد: ٩٦ ـ ٩٩.


الفرق بيننا وبين من ذكر اظهر من الشمس لذا تأمل الانسان بعين الانصاف، وذلك لان كان فرقة من أولئك الفرق يدعون ماعوين وعلم خلافه ضرورة في وقته، ونحن من كان بعد ذلك الوقت فانه ايضاً يعلم خلاف ما يدعونه بالتواتر، اما ضرورة ان كان العلم بمخبر الأخبار عن الوقائع والبلدان ضرورياً، واما علماً لا يتخالجه شك وريب إن لم يكن العلم بمخبر الاخبار المشار اليها ضرورياً، ألا ترى أن السبئيّة يزعمون ان أمير المؤمنين عليه السلام لم يقتل، وكل من كان في ذلك الوقت في المسجد بالقرب منه عاين وشاهد ضربة اللعين ابن ملجم اياه وعلم قتله له ضرورة وغير السبئية من الفرق المذكورة يدعون حياة قوم علم كل من حضرهم عند وفاتهم موتهم بالضرورة ومن لم يحضرهم عند وفاتهم فانه علم موتهم بنقل المتواترين اليهم ثم وقول الكيسانية يبطل من وجه آخر، وهو ادعاؤهم امامة من لم يكن مقطوعاً على عصمته بالاتفاق وليس كذلك ما نقوله لانا نقول بوجود صاحب الزمان وولادته وخلاف ذلك هو مما لا يشاهد ولا يعاين، ولا يعلم ضرورة بل ثبوت الولادة مما يشاهد فاما نفيها فليس بمشاهد المنقذ، الرازي ٢: ٣٩٥ ـ ٣٩٦.


القزويني، النقض: ٢٧٥. ليست الحاجة الى الامام المهدي لبيان الشريعة لانها علمت من الرسول والائمة والكتاب والاجماع ولا خلل فيها ولو حصل اختلاف بين الفقهاء في مسألة واشتبه الامر عليهم، وجب على الامام اعلامهم والعلم بوجود الامام وتصرفه لطف للمكلفين القزويني، النقض: ٤١٤. وقال صاحب الفضائح ايضاً: تقول الشيعة ان الشريعة لابد وأن تصل الينا من قبل المعصوم ولا معصوم اليوم سوى صاحب الزمان، فيلزم منه بطلان الاحكام جميعاً وعدم الاعتماد على ايّ خبر لاننا لا نسمعها من المعصوم والناقل لنا يجوز عليه الخطأ اجاب القزويني: ان الخبر المتواتر عندنا يوجب العلم والعمل، بل جوّز بعض فقهاء الشيعة العمل بالخبر الواحد وان كان المعصوم غائباً، اذا كان الخبر مسنداً الى المعصوم او الرسول فلا حاجة في هذه الموارد الى القائم عليه السلام وشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تتغيّر ولا تتبدل، فلو ظهر الامام نقل لنا ما نقل عن آبائه متواتراً، ولا ضير لو كان الراوي جائز الخطأ ولا يختلّ تواتر الخبر وطريقه.


القزويني، النقض: ٥٧٣ و٥٧٥. فان حصل بين الوصي المتصل بالنبي المتصل بالله فترة من الزمان الى وصيّ آخر حفظ تلك الوصية الرجال المؤمنون بشريعة ذلك النبي وايمان ذلك الوصي، ولا يزالون ينقلونها سرّاً الى أن يظهرها الله جهراً. الفيض، علم اليقين ١: ٤١٦ ٤١ ـ الامام حافظ الشريعة ويدل ايضاً على وجوب الإمامة بعد التعبد بالشريعة انه قد ثبت وجوب التعبد بشريعة الاسلام ولزوم العمل بها الى انقطاع التكليف فلابد لها والحال هذه من حافظ، لان ما اقتضى وجوب ادائها ـ وهو تمكين المكلفين من الوصول الى العلم بما كلفوه وازاحة علتهم فيه ـ يقتضي وجوب حفظها، وإذا ثبت انه لابد لها من حافظ فليس إلا الامام المعصوم. وانما قلنا ذلك من حيث انه لا يجوز ان تكون محفوظة بالتواتر لانه انما يوجب العلم اذا وقع وحصل، وقد يجوز أن يترك تعمداً أو لشبهة فلا يقع ولا يحصل، على أنه لا يمتنع فيما قد حصل من ذلك أن يضعف دواعي ناقليه فيقلّ نقله ويصير آحاداً، ومع جواز ما ذكرناه لا يمكن ان يكون التواتر حافظاً لجميع الشريعة، على انا اذا اعتبرنا المتواترة بها وجدناه سيراً من كثير، فكيف يصح مع ذلك القول بكون التواتر حافظاً لجملتها؟ وبهذا يبطل ان تكون محفوظة بالكتاب، على انه يحتاج في اكثر ما تضمنه من العبادات والاحكام الى مترجم ومفسر يقطع بقوله على الحق في المراد بذلك.


ولا يجوز ان تكون محفوظة بالاجماع لانه كما يجوز ان يقع يجوز أن يرتفع، فمن أين انه لابد من حصوله في كل حكم، على أنّا نعلم بالاختبار انتفاؤه عن اكثر الشريعة ومعظمها، فكيف يكون حافظاً لجملتها؟ على ان العقل يجيز اجماع الامة على الخطأ وليس في السمع ما يؤمن من ذلك ولا يجوز ان تكون محفوظة بأخبار الاحاد والقياس، لان التعبد لم يرد بالعمل بهما فيها فلم يبق الا الامام المعصوم على ما قلناه. ابن زهرة ـ غنية النزوع ٢: ١٥١ ـ ١٥٢. فاما حال الغيبة فغير مانعة من المعرفة بالشرع ومن حفظه ايضاً ولم نقل انا نحتاج الى الامام في كل حال لنعرف الشرع بل لنثق بوصوله الينا، ونحن نثق بذلك في حال الغيبة لعلمنا بانه لو اخل الناقلون منه بشيء يلزمنا لظهر الامام وبين بنفسه عنه.


قال صاحب المغني: قال شيخنا أبو علي: ان كان الغرض اثبات امام في الزمان وان لم يبلغ ولم يقم بالامور في الامان من انه جبرئيل او بعض الملائكة في السماء ويستغني عن امام في الارض، لان المعنى الذي لاجله يطلب الامام عندكم يقتضي ظهوره، فاذا لم يظهر كان وجوده كعدمه، وكان كونه في الزمان ككون جبرئيل في السماء. الجواب: لا شك في ان الغرض ليس هو وجود الامام فقط بل امره ونهيه وتصرفه، لان بهذه الامور ما يكون المكلفون من القبيح ابعد والى فعل الواجب اقرب، غير ان الظالمين منعوه مما هو الغرض واللوم فيه عليهم والله المطالب لهم، ولما كان الغرض لا يتم الا بوجوده اوجده الله تعالى وجعله بحيث لو شاء المكلفون ان يصلوا اليه وينتفعوا به لوصلوا وانتفعوا بان يعدلوا عما اوجب خوفه وتقيته فيقع منه الظهور الذي أوجبه الله تعالى عليه مع التمكن، ولما كان المانع من تصرفه وأمره ونهيه غير مانع من وجوده لم يجب من حيث امتنع عليه التصرف بفعل الظلمة أن يعدمه الله تعالى او ألاّ يوجده في الاصل، ولو فعل ذلك لكان هو المانع حينئذ للمكلفين لطفهم فجميع ما ذكرناه يفرق بين وجود الامام مع الاستتار وبين عدمه بما تقدم يعلم أيضاً الفرق بينه وبين جبرئيل في السماء، لان الامام اذا كان موجوداً مستتراً كانت الحجة لله تعالى على المكلفين به ثابتة، لانهم قادرون على افعال تقتضي ظهوره وكل هذا غير حاصل في جبرئيل عليه السلام.


المرتضى ـ الشافي ١: ٢٧٨، ٢٨٠. فاما زمان الغيبة فليس يجب الجهل بمراد الله تعالى كما الزمت، لانا قد علمنا تأويل مشكل الدين ببيان من تقدم من الائمة صلوات الله عليهم الذين لقيتهم الشيعة وأخذت عنهم الشريعة فقد بثوا من ذلك ونشروا ما دعت الحاجة اليه، ونحن آمنون من ان يكون من ذلك شيء لم يتصل بنا هو لكون امام الزمان من وراء الناقلين المرتضى، الشافي ١: ٣٠٧. الشرع محفوظ مع الغيبة، لانه لو جرى فيه ما لا يمكن العلم به لفقد ادلته وانسداد الطريق اليه لوجب ظهور الامام لبيانه واستداركه على أن الذي جوزّناه اخيراً ان جوزونا أن يكون بعض الشريعة لم يصل الينا ويكون عنده عليه السلام فلا يجب اسقاط التكليف عنا من حيث أتينا من قبل نفوسنا لفعلنا ما أوجب استتاره وغيبته المرتضى، شرح جمل العلم: ٢٣٢ ـ ٢٣٣، وللرازي في المنقذ مناقشة مع المرتضى هنا راجع ٢: ٣٧٧ ـ ٣٨٠.


واللطف به حاصل وبمكانه ايضاً يثق بوصول جميع الشرع اليه لانه لو لم يصل اليه ذلك لما ساغ له الاستتار الا بسقوط التكليف عنهم، فاذا وجدنا التكليف باقياً والغيبة مستمرة علمنا أن جميع الشرع واصل اليه الطوسي ـ الاقتصاد: ٣٦٩. فمن أراد الشريعة في حال الغيبة فالطريق اليها ما ذكرناه والحجة به قائمة، ولا معضل ولا مشكل الاّ وعند العلماء من شيعته منه تواتر، ولهم على الصحيح منه برهان من طلب ذلك ظفر به العلماء من شيعته ومن عدل عنه ورغب عن الحجة مع لزومها له بتخويف شيعته ووضوح الحق على جملة الشريعة وقيام البرهان على جميعها، فالتبعة عليه لتقصيره عما وضح برهان لزومه له والمحنة بينهم وبين منكر ذلك ابو الصلاح ـ تقريب المعارف: ٤٤٤ ـ ٤٤٥ ونحوه المنقذ للرازي ٢: ٣٧٧ وفيه مناقشة للمرتضى. وأورد الرازي نحو هذا الكلام في المنقذ ٢: ٣٧٧، وناقش فيه قول المرتضى رحمه الله في أنّه لا يمتنع ان يكون اموراً كثيرة غير واصلة الينا علمها مودع عند الامام وأن كتمها الناقلون، ولا يلزم من هذا سقوط التكليف عن الخلق لانهم السبب في الغيبة انّا قد بينا قبح التكليف العقلي من دون الرئاسة لكونها لطفاً في فعل الواجب وترك القبيح، وقولنا الان بامكان العلم بالتكليف العقلي في حال الغيبة منفصل من حصول اللطف برئاسة الغائب بغير شبهة على متأمل، ولزوم التكليف به لعدوه ووليه في زمان الغيبة لا يقتضي القدح في وجوب وجوده، لان تقدير عدمه يقتضي سقوط تكليفها او ثبوته من دون اللطف، وكذلك قد بينا ان العلم بوصول المكلف الى جملة التكليف الشرعي لا يمكن مع عدم الحجة المنصوص لحفظه، وإن علم احكاماً كثيرة لتجويزه بقاء اكثر ما كلّفه من الشرعيات لم يصل اليه ابو الصلاح ـ تقريب المعارف: ٤٤٧.


ان لطف الرئاسة ذو ثلاث شعب: احدها متعلقة بالله تعالى، وهو خلق الرئيس واكمال شروط تكليف الإمامة فيه وتكليفه الامام، والثانية متعلقة بالرئيس نفسه، وهي الانتصاب للامر وقبول أمانة الله عزّ وجلّ فيما كلفه وتحمل اعباء الامامة، والعزم على تنفيذ ما فوّضه الله عزّ وجلّ اليه عند التمكن، والثالثة متعلقة بالرعية التي الرئاسة لطف لها، وهي الانقياد للرئيس والنزول تحت تصرفه فما يتعلق بالله تعالى من هذه الشعب الثلاثة هو الأصل، لأنه ما لم يخلق الله الرئيس ولم يكلفه الرئاسة لا يصح ولا يتأتى ما يتعلق بالرئيس من الانتصاب للرئاسة وتحمل أعبائها، وما يتعلق بالرئيس أصل ثان فيما يتعلق بالرعية الھند التعليق: ألحمد لله رب العالمين الصّلاة والسّلام على سید الانبیاء والمرسلین صلى الله عليه وآله وصلی اللّٰه علیھم اجمعین هذه الموسوعة نعمة الباری لکل قاری وکنز الثمین لکل من له عقل المتین الإسم: علي فارس هادي جبار الزيادي البلد: العراق التعليق: جزاكم الله خير الجزاء



الصفحة الرئيسية. كلمة شبكة جامع الأئمة ع. منتديات جامع الأئمة. من نحن. بيانات واستفتاءات السيد مقتدى الصدر اعزه الله. مرئيات جامع الأئمة. دروس جامع الأئمة. معرض الصور. صوتيات جامع الأئمة:. مكتبة الكتب. سجل الزائرين. اتصل بنا. خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد الصدر. المحاضرات المكتوبة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر. مكتبة السيد الشهيد محمد الصدر لأنظمة Android. مكتبة السيد الشهيد محمد الصدر للأندرويد ص ٢. المحاضرات المرئية للاستاذ علي الزيدي. دروس في علوم القرآن. دروس في موسوعة الأمام المهدي. محاضرات في جامع الأئمة ع. دروس الفقه منهج الصالحين. دروس في بيانات وخطب سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله. سؤال وجواب حول الامام المهدي عليه السلام. ألأسلامية :. مقالات عامة. في الصميم. مكتبة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس ألألكترونية. مكتبة آل الصدر. محاضرات مكتوبة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس. مكتبة الاستاذ علي الزيدي PDF. البريد الإلكتروني: اشتراك انسحاب.


الصفحة الرئيسية » مكتبة الكتب. تاريخ الغيبة الصغرى { موسوعة الامام المهدي }. تاريخ الغيبة الكبرى { موسوعة الامام المهدي عجل الله فرجه }. تاريخ ما بعد الظهور { موسوعة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف }. اليوم الموعود { موسوعة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف }. ما وراء الفقه الجزء الاول. ماوراء الفقه الجزء الثاني. ما وراء الفقه الجزء الثالث. ما وراء الفقه الجزء الرابع. ما وراء الفقه الجزء الخامس. ما وراء الفقه الجزء السادس. ما وراء الفقه الجزء السابع. ما وراء الفقه الجزء الثامن. ما وراء الفقه الجزء التاســع. ما وراء الفقه الجزء العاشر. منهج الأصول الجزء الاول. منهج الأصول الجزء الثاني. منهج الاصول الجزء الثالث. منهج الاصول الجزء الرابع. منهج الاصول الجزء الخامس. القانون الإسلامي وجوده ,صعوباته , منهجه. التسجيل الصوتي لخطب الجمعة أخترنا لكم من الكتب: الصوم بين السائل والمجيب. ShiaPortal v2. القائمة الرئيسية. كلمة شبكة جامع الأئمة ع منتديات جامع الأئمة من نحن بيانات واستفتاءات السيد مقتدى الصدر اعزه الله مرئيات جامع الأئمة دروس جامع الأئمة.


صوتيات جامع الأئمة: مكتبة الكتب. خطب الجمعة للسيد الشهيد محمد الصدر المحاضرات المكتوبة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر مكتبة السيد الشهيد محمد الصدر لأنظمة Android مكتبة السيد الشهيد محمد الصدر للأندرويد ص ٢ المحاضرات المرئية للاستاذ علي الزيدي. أقسام دروس جامع الأئمة:. دروس في علوم القرآن دروس في موسوعة الأمام المهدي محاضرات في جامع الأئمة ع دروس الفقه منهج الصالحين دروس في بيانات وخطب سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله سؤال وجواب حول الامام المهدي عليه السلام. أقسام المقالات:. ألأسلامية : مقالات عامة في الصميم. اقسام مكتبة الشبكة. مكتبة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس ألألكترونية مكتبة آل الصدر محاضرات مكتوبة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس مكتبة الاستاذ علي الزيدي PDF. القائمة البريدية:. البريد الإلكتروني:. اشتراك انسحاب. تطبيق جامع الأئمة ع. التسجيل الصوتي لخطب الجمعة.


أخترنا لكم من الكتب:. الصوم بين السائل والمجيب.



الموسوعة المهدوية ، 4 أجزاء,كتب ذات صلة

Webكتاب الإمام المهدي كتاب الإمام المهدي أحمد الكاتب دراسات وبحوث الصفحات اللغة العربية الحجم MB التحميلات 1 نوع الملف PDF التقييمات (0) المراجعات (0) حفظ تقييم لمحة عن الكتاب كتاب الإمام المهدي: حقيقة تاريخية؟.. أم فرضية فلسفية بقلم Webاليوم الموعود { موسوعة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف } ما وراء الفقه الجزء الاول. ماوراء الفقه الجزء الثاني. ما وراء الفقه الجزء الثالث. ما وراء الفقه الجزء الرابع. ما وراء الفقه الجزء Webمقدمة المؤلف الثورة الإصلاحية التي نترقبها وتتوق لها البشرية جمعاء ستكون بقيادة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وهي ثورة شاملة تسود العالم وفي جميع المجالات ولذلك سيكون Webموسوعة الإمام المهدي (كتاب) الحديث عن آخر الزمان يشكل أعمق نقطة في موكب البشر لما يعنيه من نقطة الحسم الحضاري والصدم الجبهوي، والتاريخية المختلفة في الزمان والمكان والأعراف، فضلاً عن Webموسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام) المؤلف: محمد تقي أكبر نزاد عدد الصفحات: القسم: السيرة تاريخ الإضافة: /06/20 المشاهدات: تحميل الكتاب (موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام) - محمد تقي أكبر نزاد) (15 MB) Webموسوعة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. إعداد وتنظيم: مركز الأبحاث العقائدية. فهرس المطالب. مقدمة المركز طول عمره (عليه السلام) غيبته (عليه السلام) ولادته (عليه السلام) سبب غيبته (عليه ... read more



ابو الصلاح ـ تقريب المعارف: ٤٤٧. المرتضى، تنزيه الانبياء: ٢٣٤. تاريخ الغيبة الصغرى { موسوعة الامام المهدي }. فلابد من قياس امر الأئمة على الانبياء. هذا وهم أسباط النبيين



الطوسي ـ تلخيص الشافي ٧: ٩٣. وقد كان من أمر صاحب الحمار الذي نزل بذكر قصته موسوعة الامام المهدي pdf الانعام: ٧٦، لان هذا الكلام كلام من لم يكن رأى قبل ذلك ما راه في تلك الحالة، وولادة موسى عليه السلام على ما نطق به القرآن من إخفاء أمه ولادته. هذا مع ظهور حجته، ووضوح برهانه في نبوته، وضيق الطريق في معرفة ولادة الحجة بن الحسن على جعفر وامثاله من البعداء عن علم حقيقته. راجع مجلدات المقتطف السابقة تجد فيها المقالات الكثيرة والبراهين الجليّة العقلية لأكابر فلاسفة الغرب في إثبات إمكان الخلود في موسوعة الامام المهدي pdf للإنسان، وقال بعض كبار علماء أوروبا: لولا سيف ابن ملجم لكان علي ابن ابي طالب من الخالدين في الدنيا، لانه قد جمع جميع صفات الكمال والاعتدال, موسوعة الامام المهدي pdf. وعن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: الحادي عشر من ولدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. تتعيّن بظهوره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق